الموقع الرسمي

لقبائل بني منبه شهران العريضة

 

www.bnymnbh.com


« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قصيده للشاعر نائش فايز التوبي مسنده لشيخ قبايل بني منبه ولمشايخ ونواب وعموم بني منبه (آخر رد :ابن طلق)       :: قصيدة للشاعر سعد فالح بن هيال (آخر رد :ابن طلق)       :: حسب عرفي (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: يالله ياللي (آخر رد :ابن طلق)       :: راح العمر (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: منهو يداريني (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: وجه الحقيقه (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: بشويش (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: الموهبه والطموحات (آخر رد :عثمان مبارك النجود)       :: مقتطفات (آخر رد :عثمان مبارك النجود)      


 

 
العودة   الموقع الرسمي لقبائل بني منبه شهران العريضه > » [المنتديات العامة ] « > منتدى الحوار والنقاشات
 

 

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 17-05-12, 10:46 PM
الشهراني1 غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل : 2011 Jun
 فترة الأقامة : 4889 يوم
 أخر زيارة : 22-06-12 (02:24 PM)
 المشاركات : 437 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : الشهراني1 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قواعد في تعبير الأحلام ؟





قواعد أهل العلم في تعبير الأحلام.

لعل هذه المقدمة المهمة، من أهم المسائل وأكثرها فائدة لطالب العلم، الذي يرغب بالاطلاع على هذا النوع من العلوم الشرعية.
وقد تحدثنا فيها باستطراد عن القواعد والأسس التي وضعها أهل الخبرة، والعناية بهذا الفن الشريف، الذي يحتاجه الكثير من الناس، ويرغبون بالاطلاع على أسراره وأحكامه.
على أن المتأمل في النصوص الواردة، وما اكتنفها من مفهوم السلف، وأخبارهم، يصعب عليه الوقوف على قاعدة مطردةٍ في جميع المرائي عندهم؛ كأن يقال: من رأى في منامه كذا وكذا، فتفسيره كذا، بل هذا أشبه بالمحذور في عرفهم.
وليس المقصود كذلك ترك الأمور هنا بغير قيود، وضوابط وقواعد شرعية، يُستأنس بها لمعرفة وجوه الدلالات المعينة على استخراج المعاني المرادة في الأحلام والمنامات، فإن علم تعبير الرؤى علمٌ كريم جداً، وقد وضعت قواعده بالاعتماد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

- ولا ينبغي لأحدٍ أن يلتفت إلى ما كتبه الآخرون، كفرويد في كتابه (( تفسير الأحلام)) في سنة 1900، وفرويد هذا رجل يهودي وضع النظرية الجنسية، ووضع كتابه هذا بالذي يخدم به نظريته الجنسية، فهو يفسر الأمور كلها تفسيراً جنسياً، يهبط بآدمية الإنسان وكرامته – [انظر المنهاج في النفس والحياة، لهاشم محمد]

وأما المسلمون فيقولون بقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ الرؤى لها تعلق وتيق بحياة رائيها، أو بالذي رُؤيت له، ولعل الحذاق من المعبرين، وأصحاب الفراسة هم الذين يلتمسون معاني الرؤى من واقع أصحابها، وصفاتهم، فإنه لا يُستبعد أن تتشابه الرؤى، وتختلف في معانيها، كما يدلُ عليه فقه السلف الصالح رضي الله عنهم.

وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنّي أؤذن، قال: تحج هذا العام.
وأتاه آخر، فقال: رأيت كأنّي أؤذن؟ قال: تقطع يدك في سرقة.
قيل له كيف فرقت بينهما؟ قال: رأيت للأول سيماء حسنة، فأولت { وأذن في الناس بالحج }.
ورأيت للثاني: سيماً غير صالحة، فأولت { فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون }.اهـ [ذكره غير واحد]

قال ابن شاهين: وقال جعفر الصادق: رؤيا الأذان على اثني عشر وجهاً: حج، وقول حق، وأمر، وقدر، ورياسة، وسفر، وموت، ودفع إفلاس، وخيانة، وتجسس، وقلة دين، ونفاق.اهـ [الإشارات]

وقال قبلها: وقد يتغير التأويل عن أصله باختلاف حال الرائي، كالغل في النوم مكروه، وهو في حق الرجل الصالح قبض اليد عن الشر، وكان ابن سيرين يقول في الرجل يخطب على المنبر: يصيب سلطاناً، فإن لم يكن من أهله، يقول: يُصلب.اهـ [المصدر السابق]

وقال القادري: أن رجلاً جاء إلى ابن سيرين فقال له: رأيت شعرا كثيرا نابتاً في وجهي، فقال: الشعر مالٌ، وأنت تعمل فيه عملاً مخالفاً.
وجاءه رجل قد رأى نفس الرؤيا كذلك، فقال: أنت رجل عليك دين، فاستعن بالله عليه.اهـ [تعبير الرؤيا]

وهذا كله يؤكد ما سبق من اختلاف تعبير الرؤى باختلاف الرائي، والوقت، والعادة، وتنوع الأحوال، واعتباراتٍ أخرى.

ومن ذلك أيضاً:
أن رجلاً جاء إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال له: رأيت أني أعطيت سبعين ورقة من شجرة، فقال له: تضرب سبعين جلدة، فلم يمض إلا وقد وقع عليه ذلك بعينه.
ثم بعد عام رأى أيضاً تلك الرؤيا، فأتى إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأخبره بها، فقال: يحصل لك سبعون ألف درهم.
فقال الرجل: لقد رأيت هذه الرؤيا في السنة الماضية، فعبرتها سبعين جلدة، وقد صح ذلك وهذه السنة عبرتها بسبعين ألف درهم؟ فقال: يا هذا! السنة الماضية كانت الأشجار تنثر أوراقها، واليوم رؤيتك عند نمو الأشجار واكتسائها بالأوراق، فلم يلبث الرجل إلا قليلا حتى وقع بيده الدراهم.اهـ [الاشارات وغيره]

وهذا المذكور عن الصديق رضي الله عنه، من القواعد المعتبرة عند علماء التعبير؛ فقد نصص كثير منهم على أن: الشجرة تراد تارة لثمرها، وتارة لورقها، وتارة لظلها، وتارة لخشبها، وتارة لحطبها، وتارة للجمال بها، وتارة للمجموع؛ وكذلك الذين دلت عليهم ممن ذكرنا، فإنهم أهل لوجود النفع على ما يليق أن ينتفع بهم الإنسان في كل وقت بوقته، فافهم ذلك.اهـ [البدر المنير]

والمقصود كما أسلفنا: اعتبار هذه الأحوال المتباينة في الرَّائين، على اختلاف أعرافهم، وأحوالهم، ومن كان له أدنى تأمل في كتب تفسير الأحلام الموضوعة يدرك ذلك بسهولة.

فهم إذا نصصوا في ( القواميس الموضوعة )، على أن المراد بالشيء الفلاني في المنام، كذا وكذا من التفسير، لا يقصدون تعميم هذا على كل المرائي، بل هم يذكرون وجوه التعبير المرادة، مع اعتبار اختلاف الأحوال الذي ذكرناها آنفاً، وهذه هي فائدة النظر في أصول التعبير، وأشهرها اعتبارا هذا الاختلاف الذي حكيناه هنا.

ومن ذلك – مثلاُ- قول الشهاب العابر: قال لي إنسان: رأيت كأنني ملك الموت، قلت: أنت رجل جزار، قال: صحيح، وذلك لما يفني على يديه من الحيوان.
ومثله قال آخر، قلت: أنت سفاك الدماء وقاطع الطريق، فتاب عن ذلك.
ومثله قال آخر، قلت: أنت تفرق بين الأصحاب فتب عن ذلك.
ومثله قال لي ملك مصر، قلت: تخرب بلاداً كثيرة، ففتح بعد ذلك بلاداً وأخربها.اهـ [البدر]

وقال: واعتبر القمر بأحوال الرائي.
كما قال لي إنسان: رأيت كأنني آكل القمر، قلت له: أبعت طبقاً أو مرآة وأكلت ثمن ذلك، قال: نعم.
ومثله قال آخر، قلت: يموت من يعز عليك وتأكل ميراثه، فمات ولده.
وقال آخر: رأيت وجه إنسان صار قمراً، فقلت: نخشى عليه برصاً أو طلوعاً في وجهه، فقال: جرى ذلك.
وقال آخر، رأيت كأنني وقعت في القمر وأنا في شدة، قلت له: اترك القمار.
ومثله قال آخر، قلت له: تغرق، فمات غرقاً.اهـ [البدر]

وهذا النقل ومثله، من المشهور جداً في كتب تفسير الأحلام، مما يزيدنا ثقة بهذا الاعتبار الذي يخفى على كثير من العامة، سيما الذين نصبوا أنفسهم لتفسير منامات الناس بمجرد النظر في هذه ( القواميس )!!. معرضين عن هذا الاختلاف في أوجه التعبير على حسب الحالات التي أوردناها، مما يتعلق بحال الرائي تارة، أو بأحوال أخرى على حسب القرائن التي تحف الرائي من الزمان، والمكان، وغيره ذلك.

- وعليه فليست رؤيا الصالح والمخلط على حدٍ سواء، فالصالح قد تأول رؤياه للعسل في المنام على حلاوة القرآن الكريم والذِّكر، ولعلها للفاسد والمخلط تكون حلاوة الدنيا، والاغترار بها. [تعطير الانام وغيره]

- بل إن الشيء الواحد في المنام قد يتصرف على مئة وجهٍ أو يزيد، حتى أن المرأة تتصرف في المنام على ألف درجةٍ ووجهٍ، جمعها علي بن أبي طالب القيرواني في منظومة شعر.اهـ [ذكره ابن العربي في العارضة]

قال ابن جُزي: ولا ينبغي أن يعبر الرؤيا إلا عارف بها، وعبارتها على وجوه مختلفة، فمنها مأخوذ من اشتقاق اللفظ، ومن قلبه، ومن تصحيفه، ومن القرآن، ومن الحديث، ومن الشعر، ومن الأمثال، ومن التشابه في المعنى، ومن غير ذلك، وقد تعبر الرؤيا الواحدة لإنسان بوجه، ولآخر بوجه آخر حسبما يقتضيه حالهما.اهـ [القوانين]

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي: وقد تتغير الرؤيا باختلاف هيئات الناس، وصنائعهم، وأقدارهم، وأديانهم، فتكون لواحدٍ رحمة، وعلى آخر عذاب.اهـ [تعطير الأنام]

وقال القرطبي: وبالجملة: فالمعتبر في أعظم أصول العبارة: النظر إلى أحوال الرائي واختلافها، فقد يرى الرائيان شيئًا واحدًا، ويدلُ في حق أحدهما على خلاف ما يدل عليه في حق الآخر.اهـ [المفهم]

وجاء في ( الاقتباس ) للثعالبي: وأجمع المعبرون أن تعبير الرؤيا قد يختلف لاختلاف أحوال الرائين، وهيآتهم، وأقدارهم، وأديانهم، فتكون لواحدٍ رحمة، وعلى الآخر عذاباً.اهـ

ومن نفيس الكلام التأصيلي في هذه المسألة المهمة.
قال علي القارئ: والحاصل أن الرؤيا مختلفة باختلاف الرائي، فإنه قد يكون سالكاً من مسالك طريق الدنيا، وقد يكون سائراً في مسائر صراط العقبى، فلكل تأويل يليق به ويناسب بحاله ومقامه، وهذا أمر غير منضبط، ولذا لم يجعل السلف فيه تأليفاً مستقلا جامعاً، شاملاً كافلاً لأنواع الرؤيا، وإنما تكلموا ببعض ما وقع لهم من القضايا، ولذا لم تلق مُعَبِّرَيْنِ يكونان في تعبيرهما لشيءٍ متفقين.اهـ [المرقاة]

[قال: -الأثري_101-: إلا في زماننا هذا، فإننا نجد أغلب المعبرين للرؤيا، يتفقون على التعبير لشيء واحد.
بل وتجد الناس يتناقلون، تعبيراً واحداً لرؤيا معينة، فإذا رأى أحدٌ هذه الرؤيا – الفلانية- فإن تعبيرها، كذا وكذا.
وهذا من العجب والجهل بأمور التعبير وتفسير الرؤيا، نسأل الله السلامة والعافية.
بل كما قال العلماء: تختلف على حسب الأحوال وغيره.]

وعلى هذا فإن الفِطنة، كل الفطنة عند المعبر أن يراعي هذه الاختلافات المذكورة، فلا يصلح له عند إرادة التعبير أن يمسك ( القاموس )، معتمداً عليه دون مراعاة هذه الأحكام، فإن هذا مخالف للقوانين التي أرادها من وضع هذه ( القواميس ) من أهل العلم.

وقد أحسن العلامة صديق حسن خان، إذ يقول:
ثم إن علم التعبير: علم بقوانين كلية، يبني عليها المعبِّر عبارة ما يقصُّ عليه وتأويله، كما يقولون: البحر يدل على السلطان.
وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الغيظ.
وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الهم والأمر الفادح.
ومثل ما يقولون: الحية تدل على العدو.
وفي موضع آخر يقولون: هي كاتم سر.
وفي موضع آخر يقولون: تدل على الحياة.
وأمثال ذلك، فيحفظ المعبِّرُ هذه القوانين الكلية ويعبِّر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين، ما هو أليق بالرؤيا.
وتلك القرائن منها: في اليقظة، ومنها: في النوم، ومنها: ما ينقدح في نفس المعبِّر بالخاصية التي خلقت فيه، وكلٌّ ميسر لما خلق..اهـ [أبجد العلوم]

وهذا كلام نفيس.

وقال القادري: ورؤيا كل رجل تعبر على مرتبته، لأن الرُّؤيا أنواع من العلم، كلُّ نوعٍ لقيمة صاحبه.اهـ
وقال أبو سعيد الواعظ: وإن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل، حسب اختلافها في نقصانها في الحظوظ، وإن تساووا في الرؤيا،
فلا يجب أن تعتبر ذلك المرئي الذي يتفقون في رؤيته في المنام، إلا واسع المعاني، متصرف الوجوه كالرمانة، ربما كانت للسلطان كورة يملكها، أو مدينة يلي عليها، يكون قشرها جدارها أو سورها، وحبُّها أهلها، وتكون للتَّاجر داره التي فيها أهله، أو حمامه، أو فندقه، أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماء، أو دكانه العامر بالناس، أو كتابه المملوء بالغلمان، أو كيسه الذي فيه دراهمه ودنانيره، وقد تكون للعالم أو العابد كتابه ومصحفه، وقِشرُها أوراقه، وحبّها كتابه الذي به صلاحه، وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالها، أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افتضاضها، وقد تكون للحامل ابنةً محجوبة بخاتمها، ورحمها، ومشيمتها، ودمها،......... هكذا.اهـ [تفسير الأحلام]

ولما ذكر آداب المعبر، قال: ومنها: أن يميز بين أصحاب الرؤيا، فلا يُفسِر رؤيا السُّلطان، حسب رؤيا الرعية، فإن الرؤيا تختلف باختلاف أحوال صاحبها.اهـ

ولأجل هذا الأصل المهم هنا، أكد علماء التعبير على ضرورة سؤال المعبِّر عن حال صاحب الرُّؤيا، وفهمه، وعلمه، ومدخله، ومخرجه، وصنعته، وبلده، وعرفه، وغير ذلك ليتمكن بذلك من العبور من ظاهر الرُّؤيا إلى باطنها، وليتمكن كذلك من استخراج المعنى المراد من عناصرها الرئيسية بناءً على ما تقرر لديه من حال الرائي، وفهمه، وقدره.

قال ابن شاهين: ولا يعجل المعبر بتفسير الرؤيا يعرف وجهها، ومخرجها، وقدرها، ويسأل صاحبها عن نفسه وحاله، وقومه، وصناعته، ومعيشته، ولا يدع شيئاً مما يستدل به على علم مسألته إلا فعله.اهـ [الاشارات]

وقال أبو سعيد الواعظ: وشدَّ فحصك وتثبتك في المسألة، حتى تعرفها حق معرفتها، وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤيا، ومخارجه، ومواضعه على تلخيصها وتحقيقها، وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا كما يزعمون، وفي ذلك ما يكون من العلم بالأصول، وبذلك يستخرج ويتوصل العابر.اهـ
العابر: أي: المفسر.

ومن ها هنا تطلّب علم التعبير اطلاعاً واسعاً، وفهماً ثاقباً من المعبّر.
قال المناوي: لكل علم أصول لا تتغير، وأقيسة مطردةٌ لا تضطرب إلا تعبير الرؤيا، فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس، وهيئاتهم، وصناعتهم، ومراتبهم، ومقاصدهم، ومللهم، ونحلهم، وعاداتهم، وينبغي كون المعبِّر مطلعاً على جميع العلوم، عارفاً بالأديان، والملل، والنحل، والمراسم، والعادات بين الأمم، عارفاً بالأمثال والنوادر، ومأخذ اشتقاق الألفاظ، فطناً، ذكياً، حسن الاستنباط، خبيرا بعلم الفراسة، وكيفية الاستدلال من الهيئات الخلقية على الصفات، حافظا للأمور التي تختلف باختلاف تعبير الرؤيا..اهـ [الفيض، قلت: ولا ادري اهو من قوله أم ناقلا عن غيره.]
وانظر لمزيد من الفوائد: الطرق الحكمية وطريق الهجرتين ومفتاح دار السعادة لابن القيم.

وقال ابن قتيبة: وليس فيما يتعاطى الناس من فنون العلم، ويتمارسون من صنوف الحِكم، شيء هو اغمض وألطف، وأجل وأشرف، وأصعب مراراً، وأشد إشكالاً من الرؤيا؛ لأنها جنس من الوحي، وضرب من النبوة....
ولن كل علمٍ يُطلب، فأصوله لا تختلف، ومقاييسُه لا تتغير، والطريق إليه قاصد، والسبب الدال عليه واحد، خَلا التأويل، فإن الرؤيا تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس، في هيآتهم وصناعتهم وأقدارهم وأديانهم وهممهم وإرادتهم، وباختلاف الأوقات والأزمان، فلأنها مرةً مثل مضروبٌ يُعتبر بالمثل والنظير، ومرة مثل مضروب يُعتبر بالضِّدِّ والخلاف، ومرةً تنصرف عن الرائي لها إلى الشقيق أو النظير أو الرَّئيس، ومرة تكون أضغاثاً.
ولأن كل عالم بفن من العلوم يستغني بآلةِ ذلك العلم لِعلمه، خَلا عابر الرؤيا-أي المفسر-.
فإنه يحتاج إلى أن يكون عالماً بكتاب الله عز وجل، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعبرهما في التأويل، وبأمثال العرب، والأبيات النادرة، واشتقاق اللُّغة، والألفاظ المُبتذلةِ عند العوام.
وأن يكون مع ذلك؛ أديباً لطيفاً ذكياً عارفاً بهيآت الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم، عالماً بالقياس، حافظاً للأصول.
ولن تُغني عنه معرفة الأصول، إلا أن يُمِدَّهُ الله بتوفيق يُسدد حُكمه للحق، ولسانه للصواب، وان يحضُرَهُ الله تعالى تسدِيدَه، حتى يكون طيب الطعمَةِ، نقياً من الفواحش، طاهراً من الذنوب.
فإذا كان كذلك، أفرغ الله عليه من التوفيق ذَنُوباً؛ وجعل له من مواريث الأنبياء نصيباً.اهـ [عبارة الرؤيا]

[قال: الأثري: ويا ليت شعري، من هذا الذي يتصف بهذه الأوصاف من المعبرين في هذا الزمان، إلا القليل، وقليلٌ ما هم.]

ومن ها هنا تعلم - أخي – عظيم خطأ ذاك الصنف الذين لا هم لهم إلا اقتناء هذه ( القواميس ) التي غزت الأسواق، وتدور بكبيرها وصغيرها عجلات مطابع اليوم، ثم يرون لأنفسهم أهلية أن يكونوا من كبار المفسرين للأحلام، إذ الأمر – والحالة هذه- ليس بالصعب العسير عليهم!! لأن غاية ما يصنعه الجاهل من هؤلاء أن يقلب صفحات الفهرس في هذه ( القواميس ) لينظر في معاني تلك الرؤى والمنامات التي تحكى له، متغاضياً عن جهله بأحكامها؛ الشريفة، والخطيرة، في آنٍ معاً.
وهذا المفسر أشبه ما يكون بالعرافين، والكهان، ممن يقصده الناس – سيما النساء منهم- لمعرفة خوافي هذه الأحلام التي يتأثرون بها، ويتعايشون معها ومع تفسيرها.
علماً بأنك لا تجد له رصيداً من العلم الشرعي أبداً، ولا أصول التعبير، وكلياته، ولا بواقع السائلين وأحوالهم، فهو ينزع من غير حقٍ ولا عدل، ويخبط خبط عشواء، ولا قوة إلا بالله.!
وهل يعقل أن يستوي في شرع الله العالم مع الجاهل في هذا الفن النفيس، والذي لقي من السلف عنايةً خاصةً واهتماماً كبيراً.


وقد سبق من كلام أهل العلم أن اختلافاً كبيراً قد يقع في الرؤيا الواحدة.
فربما يختلف التأويل والمعنى واحدا والمنام واحد، وقد يكون الاختلاف باختلاف اللغتين كالسفرجل، عزٌّ وجمال وراحةٌ لمن يعرف لغة الفرس؛ لأنه بلغتهم بهاءٌ، وهو للعرب ولمن عاشرهم دال على السفر والجلاء.
ويختلف باختلاف الأديان، كمن يرى أنه يأكل الميتة، فالميتة مال حرام، أو نكدٌ عند من يعتقد تحريمها، ورزقٌ وفائدة عند من يحلِّل أكلها، ويختلف باختلاف الزمان .... وقد يختلف باختلاف الصنائع...اهـ [تعطير الأنام]

فإذا كان العامي وغيره، ممن لا يعرف هذا الاختلاف، ولا يحسن تقديره، جره الجهل للإضرار بنفسه، وبصاحب الرؤيا.

قال الشهاب العابر: المنام الواحد يختلف باختلاف لغتين.
كالسفرجل: عز وجمال وراحة، لمن يعرف بلغة الفرس. لأنه بلغتهم: بَهِيَ. وهو للعرب ولمن يعاشرهم دال على: السفر ، والجلاء.

- ويختلف باختلاف الأديان، كمن يرى أنه يأكل الميتة، الميتة: مال حرام، أو نكد عند من يعتقد تحريمها، وهي رزق وفائدة عند من يعتقد حلها.

- ويختلف باختلاف الزمان، فإن الاصطلاء بالنار، والتَّدفي بالشمس، وملابس الشتاء، واستعمال الماء الحار، ونحوه لمن مرضه بالبرودة، أو في الزمن البارد: خير وراحة.
وهو في الصيف: أمراض، أو نكد.
كما أن استعمال الرفيع من القماش، أو الماء البارد، ونحوه، في الصيف: راحة وفائدة. وفي الشتاء : عكسه.

- ويختلف باختلاف الصنائع، فإن لُبَس السلاح، أو العُدَد، للجندي البَّطال: خدمة. وللمقاتل: نصر. وللرجل العابد: بطلان عبادة. ولغيرهم: فتنة، وخصومة.

- ويختلف باختلاف الأماكن، فإن التعري في الحمام، وفي المكان المعتاد فيه: جيد. للعادة. وهو في غيره من مجامع الناس: رديء، وشهرة دونه. خصوصاً إن كان مكشوف العورة.

- ويختلف باختلاف عادات الناس،.........

- ويختلف باختلاف المعايش، والأرزاق، فإن لبس القماش الوسخ، أو المرقع، أو العتيق، للطباخين، والوقادين، وأمثالهم: دال على إدرار معايشهم؛ لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معايشهم.
وهو رديء في حق من سواهم.
كما أن لبس النظيف: يدل على بطلان معيشتهم؛ لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم.
وهو، والرائحة الطيبة، لغيرهم: رفعة، وخير، وطيب قلب، وثناء جميل، في حق من سواهم.

- ويختلف باختلاف الأمراض، فإن الحلاوات لأرباب الأمراض الحارة: طول مرض، ونكد.
وهو: جيد لأصحاب البرودات. كما أن الحامض، لهم: جيد. ونكد لأصحاب البرودات.

- ويختلف بالموت والحياة، فإن لبس الحرير، أو الذهب: مكروه، لمن لا يليق به من الرجال.
وهو على الميت: دليل على أنه في حرير الجنة.

- ويختلف باختلاف الفصول؛ فإن الشجرة في إقبال الزمان: خير، وفائدة مقبلة. وكذلك ظلها في زمن الحر. ويدل على النكد في غير ذلك.

قال المصنف: وعليه فالشيء الواحد اعتَبِرهُ باختلاف حال رائيه.اهـ [البدر]

قال القادري: ورؤيا كل إنسان تعبر على مرتبته؛ لأن الرؤيا أنواع من العلم، كل نوع لقيمة صاحبه، وكل رؤيا تعبَّر على قدر صاحبها، وعلى أقدار أجدادهم وصناعاتهم......اهـ [التعبير] منقول




رد مع اقتباس
 



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:23 AM

أقسام المنتدى

منتدى المقاطع الصوتية والفيديو @ » [المنتديات النسائيه ] « @ منتدى المطبخ العربي @ منتدى الديكور والتدبير المنزلي @ » [المنتديات الاجتماعية ] « @ منتدى الاسره والمجتمع @ منتدى الطب والصحه العامه @ منتدى الـسفًـر وْ السيـًاحـٌه » @ »المنتديات الرياضية« @ منتدى الرياضة السعودية @ منتدى الرياضه الخليجية والعربية @ منتدى الرياضة العالميه @ » [ المنتديات الإًدارٍيًة ] « @ منتدى الاقتراحات والشكاوى @ منتدى المراقبين والمشرفين @ » منتدى الْمَحذُوفَـِآتِْ والمواضيع المكرره« @ منتدى الاخبار والمناسبات العامه @ منتدى الحوار والنقاشات @ منتدى الترحيب والتعارف والتهاني والاهداءات @ منتدى التصوير الفوتوغرافي @ منتدى استراحة الاعضاء @ منتدى الاداريين @ منتدى الشيوخ والاعيان vip @ منتدى التصاميم وإبداعات الاعضاء @ منتدى الدواوين الشعرية @ ديوان الشاعر حامد بن عبدالمحسن رحمه الله @ ديوان الشاعر مشعل بن جمعان التوبي @ منتدى القبائل العربية @ المنتدى العــــــــــام @ منتدى الخيمة الرمضانية @ منتدى مدونات الاعضــــاء @ ديوان الشاعر ناصر بن عايض بن هندي رحمه الله @ ديوان الشاعر ظافر بن وهيب @ ديوان الشاعر سيف بن علي بالعلا @ ديوان الشاعر سبع الليل @ » [ المنتديات المساندة] « @ المنتدى الخاص باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية @ المنتدى الخاص بالحج @ منتدى الموضه والازياء @ ديوان الشاعر عثمان مبارك بن خويتم النجود @



Powered by vBulletin™ Version DhaHost
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي القائمين على الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)