الموضوع: الحسد المذموم.
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-09-11, 01:44 PM
عضو مجلس الاداره
فايز النجود غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 254
 تاريخ التسجيل : 2011 Jun
 فترة الأقامة : 4886 يوم
 أخر زيارة : 06-08-18 (05:50 PM)
 المشاركات : 289 [ + ]
 التقييم : 62
 معدل التقييم : فايز النجود will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي الحسد المذموم.



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،،.
فإن الحسد من أكبر الذنوب ، ومن أقبح الطباع البشرية ، ولذا كان الحسود منبوذا في مجتمعه ومكروه بين أهله وذويه .

قال أحد الدعاة:
- الحسد .
وهو داء خطير ..!ومرض عضال . . يفتك بالأرواح قبل الأبدان .. ويقضي على الأمم والأفراد ...
الفاشل ... تتولد عنده نفسية انتقامية ...نفسية حقودة . . على كل تميّز وإبداع !
علامته :
كثرة الانتقاد والسباب !
واللمز والتنقّص لإبداعات الآخرين ..!

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه : : : فالكل أعداء له وخصوم
قال تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )
فالحاسد الحاقد يكره حصول النعم ...يكره التميّز والإبداع . .
وقد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن هذا المرض هو وسيلة الفاشلين وسبيلهم
قال صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب
ولكن في التحريش بينهم ) !

اقرأ هذه النفسية على مستوى الأفراد ..
وانظر آثارها على مستوى الجماعات والتنظيمات على الواقع الملموس !

تلك إشارة إلى أشد مقاتل الفشل ومهالكه . .
حتى نستشعر أهمية التدارك والتغيير . . .
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
روى ابن القاسم عن مالك أنه قال بلغني أن أول معصية كانت الحسد والكبر، حسد إبليس آدم، وشح آدم في أكله من الشجرة.
وقال قتادة: حسد إبليس آدم، على ما أعطاه الله من الكرامة فقال: أنا ناري وهذا طيني.
وكان بدء الذنوب الكبر، ثم الحرص حتى أكل آدم من الشجرة، ثم الحسد إذ حسد ابن آدم أخاه.
الثامنة - قوله تعالى: (وكان من الكافرين) قيل: كان هنا بمعنى صار، ومنه قوله تعالى: " فكان من المغرقين ".

قال الإمام الرازي :
مداخل الشيطان :
اعلم أن المداخل التي يأتي الشيطان من قبلها في الأصل ثلاثة : الشهوة ، والغضب ، والهوى ، فالشهوة بهيمية ، والغضب سبعية ، والهوى شيطانية : فالشهوة آفة لكن الغضب أعظم منه ، والغضب آفة لكن الهوى أعظم منه ، فقوله تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء } [ العنكبوت : 45 ] المراد آثار الشهوة ، وقوله : { والمنكر } المراد منه آثار الغضب ، وقوله : { والبغى } المراد منه آثار الهوى فبالشهوة يصير الإنسان ظالماً لنفسه ، وبالغضب يصير ظالماً لغيره ، وبالهوى يتعدى ظلمه إلى حضرة جلال الله تعالى ، ولهذا قال عليه السلام : « الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك وظلم عسى الله أن يتركه ، فالظلم الذي لا يغفر هو الشرك بالله ، والظلم الذي لا يترك هو ظلم العباد بعضهم بعضاً ، والظلم الذي عسى الله أن يتركه هو ظلم الإنسان نفسه » فمنشأ الظلم الذي لا يغفر هو الهوى . ومنشأ الظلم الذي لا يترك هو الغضب ، ومنشأ الظلم الذي عسى الله أن يتركه هو الشهوة ، ثم لها نتائج؛ فالحرص والبخل نتيجة الشهوة ، والعجب والكبر نتيجة الغضب ، والكفر والبدعة نتيجة الهوى ، فإذا اجتمعت هذه الستة في بني آدم تولد منها سابع وهو الحسد وهو نهاية الأخلاق الذميمة . كما أن الشيطان هو النهاية في الأشخاص المذمومة ، ولهذا السبب ختم الله مجامع الشرور الإنسانية بالحسد ، وهو قوله : { وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [ الفلق : 5 ] كما ختم مجامع الخبائث الشيطانية بالوسوسة وهو قوله : { يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس } [ الناس : 5 ، 6 ] فليس في بني آدم أشر من الحسد كما أنه ليس في الشياطين أشر من الوسواس ، بل قيل : الحاسد أشر من إبليس ، لأن إبليس روي أنه أتى باب فرعون وقرع الباب فقال فرعون من هذا؟ فقال إبليس : لو كنت إلهاً لما جهلتني ، فلما دخل قال فرعون : أتعرف في الأرض شراً مني ومنك ، قال : نعم ، الحاسد ، وبالحسد وقعت في هذه المحنة .
قال الشاعر :

اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله **** كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله


كل داء له دواء الا الحقد والحسد فان الحاسد لا يمكن ان يرضى او يقر له قرار .. حتى تزول النعمة عن محسوده.. هذا الحاسد تراه ينتقصك في كل مناسبة حتى لو بذلت له من المعروف ما لم تبذله لاحد غيره..
فنسأل الله أن يقينا هذا الخلق الذميم وأن يقينا من شر كل حاسد وحاسدة وأن لا يجعلنا نجاري الحساد بأخلاقهم وطريقتهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم فايز النجود.




رد مع اقتباس