|
الموقع الرسمي لقبائل بني منبه شهران العريضة |
|
www.bnymnbh.com |
كان هناك رجل تزوج بإمرأة فاتنة الجمال من بناة عمه
فرزق من زوجته ستة أولاد وكان يعيش مع زوجته وأولاده في سعادة ورخاءوكان للزوجة والد وأخ وعبد وكان الوالد كبير السن لا يكاد يخرج من البيت والأخ شابفي مقتبل العمر لا يكاد يعود من غزوة إلا هم بأخرى أما العبد فكان يرعى ابل عمهالتي كلها من الإبل الأصيلة مجاهيم أي سود
. وكان هذا العبد يحب ابنة عمهحباً شديداً ومولع ومفتتن بها وبجمالها وقد راودها عن نفسها عدة مرات فكانت تصده عننفسها بعنف وشدة وكان العبد يترقب الفرصة السانحة ليضرب ضربته القاضية وينال منابنة عمه ما يريد
وسنحت لهالفرصة ذات يوم حيث كان ابن عمه غازيا فجاء العبد إلى ابنة عمه وطلب منها ما كانيطلبه فصدته وأغلظت له القول
فماكان من العبد إلا أن أخذ حربته وذهب إلى زوج المرأة فقتله ثم ذهب إلى أبيها فأرداهقتيلاً ثم جاء إلى المرأة وقد شهدت مصرع زوجها ووالدها وكرر طلبه إليها
فكان موقفها هوهو لم يتغير
فجاء بأولادهاوكانوا كلهم صغاراً فطلب منها أن تجيبه الى طلبه وإلا قتل أولادها
19-06-11, 10:25 PM
#2
ثم أخذ الزوجة الممتنعة عليه وأركبها إحدى الرواحل وأخذ الإبلالممجاهيم وهرب بالزوجة والإبل وسار بها من صحراء إلى صحراء وكان يعرف جبالا بعيدةلايعرفها أحد
وبين هذه الجبالبئر مهجورة لا يصل إليها أحد
فسار إليها وسكن بين هذه الجبال وحفر البئر حتى أخرج ماءها فصار يسرحبالإبل ويأوي إلى زوجة عمه عند هذه البئر وأدرك مقصودة من هذه المرأة عندما رأت أنهلا مفر لها ولا سبيل إلى الامتناع ورزقت منه ولداً ثم رزقت منه آخر كأنهم أفراخالغربان
وكان فيإمكان هذه المرأة أن تتحايل عليه وتقتله ولكنها إذا قتلته فأين تذهب
وكيف تهتدي إلى طريق لقد جاءبهما إلى مجاهل في الصحراء لا يطرقها أحد
ولا يهتدي إليها قاصد
وكانوا لا يرون في هذا المورد إلا غرابا أسود يأتي إذاوردت الإبل فيأخذ من أوبارها ثم
يطير إلى حيث لا يعرفون وخاف العبد من هذا الغراب أن يدل عليهم بهذهالأوبار التي يأخذها من ظهور الإبل وحاول العبد قتل الغراب فلم يستطع
ونصب له فخاً فلميقع فيه وحاول بكل وسيلة أن يقضي على هذا الغراب ولكن الغراب كان حذرا واعيا لاتنطلي عليه الحيلة
ولا يتركمجالا لكي يصطاده العبد وأخيرا يئس العبد من صيده وتركه على مضض يرد
بورود الإبل فيأخذ من أوبارها ( شعرها ) ثم يطير حتى يختفي عنهم وراء الجبال
ورجع أخو المرأة من إحدى غزواته وعندما قرب من مضارب أهله أحس إحساساً
خفياً بأن في الأمر كارثة وقربحتى أشرف على الحي فوجد الهدوء يخيم عليه
ولا أحد يروح ولا أحد يجيء
وازداد تشاؤمه وازداد وجومه واستمر في سيره حتى وصل إلىالديار فرأى
جثة والده وجثة زوجأخته وجثث الأطفال تتناثر حول البيوت
وكاد أن يصعق من هول المنظر لولا أنه كان يتمتع بكثير من الجرأةوالشجاعة وأن
19-06-11, 10:27 PM
#3
هذه المناظر ولكنها ليست منأقاربه أنها من قوم أعداء يغير عليهم ويغيرون عليه ويقتلون اذا قدروا عليه ويقتلهمإذا قدروا عليه
وتماسك الرجل وعاد إليه بعض الهدوء عندما مرت الصدمة الأولى ورأى كلشيء على حاله ولم يفقد إلا الإبل المجاهيم وأخته والعبد فعلم بما لا يدع مجالاًللشك أن هذا من صنيع العبد وأن العبد قد أخذ أخته وأخذ الإبل وهرب بالجميع
ولكن أين هرب بهم إنه لا يدري
ولكنه لا بد ان يكون دافعالـخـــوف والطمع سوف يسوقه إلى مكان بعيد لا يصل إليه ومع هذا فإن الأخ الشاب لميفقد الأمل في العثور عليه مهما طال المدى
وأخذ الشاب تلك البقايا الباقية من الأموال وأودعها عندأحد أبناء عمه ثم ركب راحلته
وصار يسير من حي إلى حي ويسأل عن هذا العبد ولا أحد يعطيه أي خبر ولميفقد
الأمل بل كان مصمماً علىالوصول إلى نتيجة
واستمر فيأسفاره وتنقلاته من حي إلى حي ومن ديره الي ديره حتى وصل ذات يوم إلى أبيات في سفحجبل وأناخ راحلته عندهم ليرتاح وليسأل فرحب به القوم وأكرموه وسأل عن العبد فأخبروهأنه لا علم لهم به ونظر إلى عجوز تغزل وبراً ( شعرا ) أسود فأحس أن هذا الوبر منإبله ان لون الوبر هو لون وبر أباعره
وسأل العجوز من أين هذا الوبر
فقالت انني آخذه من تلك الشجرة من عش غراب
وهو يأتي بهذا الوبر من وراء تلك الجبل
وأحس الشاب ببعض الراحة وأحس إنهأمسك طرف الخيط وأنه سيقوده إلى مبتغاه
19-06-11, 10:28 PM
#4
يطير من تلك الشجرةفراقبه في طيرانه حتى اختفى عنه وراء تلك الجبال فتبع أثره
وسار في الاتجاه الذي اتجه إليه الغراب وعلا على تلكالجبال ثم هبط منها
ثم علا جبالاأخرى وهبط منها وهو يراقب الغراب في كل يوم عندما يمر به غاديا أو رائحاً ويتجه إلىحيث يذهب الغراب
واستمر في التغلغل بين تلك الجبال حتى أشرف ذات يوم فرأى المورد ورأىالإبل ورأى
العبد ورأى البيتوأخته تروح وتجيء واختفى الأخ تحت صخرة من الصخور وعلم أنه
الآن وصل إلى ما يريد وبقي أن يرسم خطة ناجحة للقضاء علىهذا العبد إن العبد
قوي وهو رامماهر لا يخطئ وهو شجاع فاتك لا يهاب الموت
إذن لا بد من اللجوء إلى المكيدة إلى الخدعة إلى أخذالعبد على غره وأسقى العبد إبله ثم ذهب بها إلى المرعى وترك المرأة وأولادها فيالبيت وجاء الأخ يمشي متخفياً حتى قرب من البيت الذي فيه أخته وسمعها تنشد شعراً
يـا طــول مـاني عـمـة لـكصبـيـحة
واليوم يا عـبــــدالـــخــطـا صرت لي عم
ومن أولفي السوق تشري الذبيحة
لأســيــــــــادك اللي كل ما دبــــــروا تم
لأهل الـعـطـــــايــــا والدلول المليحة
وأهل السيوف الليلـــعـــــــابيـــنها دم
ماتوابغدر العبد لا في فـضـــيــــــحة
وراحوا لربٍ يـــكـــشــــف الـهـم والـغـم
أرجيه يرحم طايح في مــــطـيـــحــة
ويشفي غليلي في أسود الخال والعم
بأخوي ذخري في الليالي الشحيحة
هــــو بـــعـــــد أبــــــويالأب والأخ والأم
فلما سمع أخوها هذه الأبيات فرح واطمأن إلى أنها لم تذهب مع العبد هوىمنها ورغبة وإنما ذهبت في ظل الخوف والإرهاب الذي لا شك أنها تعرضت له وكان الأخ
قد صمم على قتلها ثم قتل العبدولكنه علم بأنها مكرهه وأنها تعيش في وضع تأنف منه ولا ترضاه قرر أن يتعاون معهاعلى قتل العبد
وجاء إليها يسعى وما اشد دهشتها عندما رأت أخاها وما أشد فرحتها عندماعانقته وقبلته ونظر الأخ حوله فرأى ولدين لأخته كل واحد منهما كأنه قطعة من الليل
وقال لها أخوها ما هؤلاء
فقالت أولاد العبد وسألها عنقصتها مع العبد فأخبرته وسألها عن موعد مجيئه ورواحه فأخبرته بكل شيء
ورسم الخطة هووإياها متى يقتله .. وكيف يقتله .. وقالت له أخته إن أفضل وقت تقتله فيه ليلاًعندما يأتي بالإبل فتأوي إلى مباركها ثم ينشغل بحلبها وأفضل طريقة هي أن تقتله إذاجاء يحلب الناقة الفلانية وهي ناقة نحوس أي صعبة المراس فإنه لا يحلبها إلا إذاربطها ثم دخل تحتها
ففي هذهالحالة يمكنك أن تدنو منه لبعد خطوات ثم تسلط عليه السهام واختفى الأخ تحت إحدىالصخور بعد أن رسما خطة الهجوم
فالتفت العبد ورأى أخا المرأة فأيقن بالهلاك وعلم أن الغراب اللعين هوالذي دل عليه
ولما أراد الأخ أنيجهز على العبد طلب منه أن يعطيه مهلة قليلة يقول فيها كلماته الأخيرة في الحياة
فتوقف الأخ عن الإجهاز عليه ،منتظراً ما سيقوله العبد وما سيختم به حياته المليئة بالغدر والخيانة والوحشية وفكرالعبد قليلاً ثم أنشد شعراً
حبلت لغراب البين من عام الأول
وعيـا غراب البين ياطا الكفايف
وبغيت أصيده بالتفق وانتبه لي
وطار بـوبرها في شبوره لفايف
وعرفت يا عـمــــار إنــــك تجيني
وأنا لاجئ مابين الأضلاع خايف
واليوم أنا حصلت ما كنت أريده
ودنيــاي بعده ما عليها حسايف
يا طول ما وسدت راسي ذراعه
19-06-11, 10:31 PM
#5
الأيــام هذه طبعها في الطوايف
يوم على الأضـــداد نــار لـضـيـه
ويوم على الإخوان هم والعرايف
واحداً واحداً وصار يقتلهموالعبد يرى ويتألم ولكن لا حيلة له وتلك سنة سنها العبد
بنفسه انها طريقة فيها قسوة وفيها وحشية ولكنها قصاصولكنها معاملة بالمثل
وإن عاقبتمفعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين
وبعد أن قضى عليهم أجهز علىالعبد وهو لا يحير جواباً ولم ينطق بأي كلمة بعد الأبيات التي أنشدها سابقاً
ثم خطبت أخت عمارمنه فزوجها
الموضوع منقول
19-06-11, 11:01 PM
#7
فعلا لا تأخذ العبد إلا والعصا معه ,, إن العبيد لأنجاس ملاعين
شكرا لك يابو طلال
19-06-11, 11:33 PM
#10
قصة رائعة
فيها الكثير من العبر
مروري مع جزيل الشكر
ضوابط المشاركة