لا أدري أيهما أكثر عشقاً للآخر وأشد تعلقاً به الكاتب بالقلم أم القلم بالكاتب ؟ عشق سرمدي وتعلق وجداني ؛ لكنه أحياناً حب من طرف واحد الكاتب يعشق القلم بلا شك ! والقلم لا يهيم بأي كاتب ولا ريب ؛ بل إن القلم لو نطق لقال لبعض الكتاب
(ضع القلم واهجر الكتابه ) وعشق الكاتب للقلم لأنه وسيلة تبليغ الخير للغير ، ووسيلة عرض أفكاره على الناس والتواصل معهم والتألم لألمهم والفرح لفرحهم والقلم وسيلة للشهرة أيضاً . أما عشق القلم للكاتب فيتوقف على نوعية ما يكتب وجودة ما يعرض وصدق ما يطلب وأهمية ما ينتج . فالقلم مغلوب على أمره لا يستطيع أن يعبر بصراحة أو ينطق بصدق ؛ ليقول لبعض من يكتب (ضع القلم واهجر الكتابه) ومساندة للقلم في أمره ودعماً له في قضيته فسوف نوجه رسالته نيابة عنه ؛ لنقول : ( ضع القلم واهجر الكتابه) عندما تريد أن تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو عندما تريد أن تشكك في دين الله . ( ضع القلم واهجر الكتابه) عندما تنسى هموم أمتك ، فتساند أعدائها بكتاباتك وتحاول المساس بمعتقداتها وأمنها ووحدتها . (ضع القلم واهجر الكتابه ) عندما لا يكون لك هم إلا إخراج ذوات الخدور من خدورهن بغض النظر عن أين تكون مصلحتهن ؟ ( ضع القلم واهجر الكتابه ) عندما تنطلق في كتاباتك من الهوى بغير نور من كتاب أو سنة . ( ضع القلم واهجر الكتابه ) عندما تكتب لتعيش وابحث عن مهنة أخرى ، فالكتابة رسالة وعقول الناس أمانة والقلم شاهد والموعد القيامة ، والله يحكم بين عباده .