الشباب وتقديس الأشخاص...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فإن في هذا الزمن المتأخر عن عصر النبوة الشريفة تغيرت الموازين عند بعض الناس حتى أنه قد قل تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض من ينتسب إلى الإسلام مقابل تعظيم أناس ليس لهم هذه المكانة العظيمة .
فعن عمر رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله.

وهذا في حقه صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن يسبح بحمد غيره ويقدم رأيه على نصوص الكتاب والسنة.
ثم إن بعض الناس وخاصة المنتديات الإنترنتية قد ابتليت بأتباع للبشر قد غلو في تقديسهم حتى أنه عندما يتهجم أحد ممن أزاغ الله بصيرته عن الحق من التنقص من النبي صلى الله عليه وسلم لا تحرك عنده ساكنا فإذا انتقد من يقدسه أرغى وأ**د ورأيت منه أصناف الشتم وأصناف السباب!!!!.
فلابد للمسلم أن يكون عنده أولويات في حياته فيكون دينه مقدما على أي رغبة أخرى أو رغبة من يحبه ويقدسه فإن الله خلقك لأمر هام ولغاية سامية فلا تبدلها حيث قال تعالى :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
فلا تغير الأمر الذي خلقت من أجله لعبادة غيره !!!.
ولأن طاعة غير الله ورسوله عبادة لذلك المُطاع كما جاء في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه :
فقد روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه ظن أن عبادة الأحبار والرهبان إنما تكون في الذبح لهم ، والنذر لهم ، والسجود والركوع لهم فقط ونحو ذلك ، وذلك عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وسمعه يقرأ هذه الآية. فقال: يا رسول الله ، إنا لسنا نعبدهم ، يريد بذلك النصارى حيث كان نصرانيا قبل إسلامه ، قال صلى الله عليه وسلم: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم فتحلونه؟ قال: بلى قال: فتلك عبادتهم. رواه أحمد والترمذي وحسنه .
فكيف بمن قد جعل أقوال الرجال هي الفصل في الدين الحنيف بعيدا عن الوحيين بل وقد تكون مخالفة لما صرحت نصوص الشريعة بخلافه؟.
لذا نرجوا أن يكون المسلم بعيدا عن التبعية لغير الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وأن لا يكون مقدسا لأناس لا تؤمن عليهم الفتنة فإن بعض أهل السنة قد شابهوا الرافضة والصوفية في إضفاء الأوصاف الغير لائقة بمرجعياتهم فلا يكون أهل السنة تبعا لهم في هذه الصفة الذميمة.
فلينتبه المسلم على دينة فإن الله سبحانه وتعالى قد قال:
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162.
فلا تغير ولا تبدل فتذل .
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم /فايز النجود.