عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-11, 08:29 PM   #20
عضـــو مجــــلس الاداره
◊۩ www.bnymnbh.com ۩◊


الصورة الرمزية صقر بني منبه
صقر بني منبه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  2011 Apr
 أخر زيارة : 19-01-23 (11:43 AM)
 المشاركات : 13,219 [ + ]
 التقييم :  33
 الدولهـ
Saudi Arabia
 SMS ~
لحظه جـــنون
أن تصمتَ علىْ جرحَ يؤذيگَ ألفْ مرة گل يومْ
لوني المفضل : Firebrick

اوسمتي

افتراضي رد: مقهى الموقع الرسمي لقبائل بني منبه الأدبي



الضغط الاجتماعي والضغط البيئي
لا أملك مكيفاً في البيت!! ورغم ذلك لا أعتبر نفسي (متخلفة تكنولوجياً) رغم تأكيدات جميع (المتذمرين) من حولي علي هذا
فأنا وببساطة شديدة أحب الهواء الطبيعي حينما يتسلل بعذوبة من شبابيك بيتي المشرعة علي صباحات الوطن البهية حتي في أوقات الصيف التي تزعج الكسالى
كما أنني أمتلك (نشاشة غدامسية) حبيبة للقلب متعددة الألوان مصنوعة من (جريد) نخلة باسقة تعانق سماء مدينتي البهية، فهذه النشاشة قادرة علي أن تمنحني كفايتي من هواء طبيعي يرد الروح وينعش الوجدان
لهذا السبب يحاصرني الجميع في كل صيف بالتذمر والتعجب والسخط لانني لا أملك مكيفاً
ويصرون علي سجني ضمن دائرة اللوم والتذمر والانتقاد
وتمارس ضدي كافة أنواع الضغوطات الاجتماعية لإجباري علي شراء مكيف ولو (بالتقسيط المريح)
ويحرصون دون كلل أو ملل علي جري نحو مجتمع (الكائنات العصرية) المعتمدة علي التقنية في كل أمور الحياة
فليس من المنطقي أن أتناول طعامي بمعزل عن (الميكروويف)
ومن العار أن أقود سيارة عادية أحرك أثناء قيادتها أجزاء جسدي المهددة بالضمور!!
ومن المخجل أن أجفف ملابسي في الهواء الطلق والشمس المشرقة دون أن استعين بمجفف (اوتوماتيكي)!!!
وليس من المعقول أن أنام بعيدا عن مكيف (حار جاف شتاءً، بارد ممطر علي المارة والشوارع صيفاً) خاصة وأن درجات الحرارة في ارتفاع مستمر، وكل صيف يختلف عن الصيف الآخر، ولم يعد هذا الصيف (ضيفاً) كما يقول مثلنا الشعبي، وما عادت الوعورة مقتصرة علي الشتاء والخريف!!
فطالما لديك (مكيف) فأنت سليم (العقل والروح والجسد)
وإن حُرمت منه أو امتنعت عن اقتنائه فأنت حتماًسوف سوف تتأرجح بين قناعاتك الشخصية وبين الضغط الاجتماعي والضغط البيئي
فمن يقدر أن يقاوم الجميع حتي لو كان علي صواب؟؟
ومن يقدر أن يجاري الحر والرطوبة ولو كان قادراً علي احتمالها طالما أن الدنيا تعج بتلك (الكائنات) الملحاحة الرافضة لأية حلول طبيعية لمشكلات ارتفاع درجات الحرارة،فأنت لو قاومتها وتمسكت برأيك فأنت حتماً سوف تقع بين فكي كماشة الضغط الاجتماعي والضغط البيئي؟؟
إذ أنه، ووفق (نظرية الضغط البيئي) يتأثر الإنسان كثيراً بالعوامل الفيزيقية خاصة الحرارة والرطوبة والازدحام والضوضاء والتلوث،فهذه ضغوطات مؤثرة إذا زادت عن مقدار قدرة الإنسان على التحمل سوف تؤدى إلى انفجار الإنسان وقيامه بأعمال العنف
وجرب فقط، لإثبات هذه النظرية، أن تقفل مكيفاً فجأة في مناسبة اجتماعية، وراقب ما يحدث!!
فكل إنسان في هذا الزمن يجب عليه (اجتماعياً) أن يكيف نفسه قصراً علي أجواء المكيف التي تخلق بيئة برودة مصطنعة تحيي الإنسان في رفاهية حرارية مختلقة تحرمه من الاحتكاك المباشر مع تقلبات الطقس المتنوعة
فتحرمه بذلك من الاحتفاء باختلافات الطقس وبما يحمله كل موسم من تنوع في درجات الحرارة والبرودة
وبالتالي يتحول من إنسان طبيعي يفرح بقدوم الصيف ويستبشر بمولد الشتاء، الي إنسان متذمر لا يعرف كيف يحتمل تقلبات الجو، ولا يجيد التكيف مع الحرارة والبرودة
فيزعج نفسه بالشكوى والتذمر
ويخرق الأرض بحثا عن درجة حرارة ترضيه صيفاً وتريحه شتاءً
ويفضل سجن نفسه في (قفص مكيف)
ويحرم من القدرة علي مسايرة الفصول
وبالتالي يفقد حرية الانطلاق في الأجواء الطبيعية
ويخسر لذة التنوع الذي خلقه الله سبحانه وتعالي في الكون
ويحرم نفسه من طقوس الشتاء المتراقصة بين الغيمات المتناثرة وحدود قوس قزح
ويفوت متعة أعراس الصيف .



 
 توقيع : صقر بني منبه



رد مع اقتباس