المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقه الـــــ(4)ـــرابعه من مسلسل القناعه.؟


بحر الشوووق
18-05-11, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الــــــــــــ(4)ــــــرابعه
الإنسان يعيش ضمن دائرتين

الأولى تسيطر عليه !!

والثانية هو يسيطرعليها!!

أما الدائرة التي تسيطر عليه فيقع فيها كل الإعمال التي هي من سنن الحياة والإعمال
التي تقع من الإنسان أو عليه ولاستطيع ردها أو منعها ،فالإنسان يخلق رعماً عنه
وربما كان اسود او عيناه زرقاويتان أو انفه أفطس ، اويكون رزقه محدوداً فيكون فقيراً
أو يصيبه مرض عضال أو يخرج للصيد فيصيب إنساناً اخر خطأ ، فكل تلك الاعمال لا دخل
له أو بحدوثها وهي قضاء من الله سبحانه وتعالى وعليه الرضى بها والرضى بما قسم الله
للإنسان ضمنها ، وهنا تكون القناعة كنز بل واجب

أما الاعمال التي يسيطر عليها الانسان فهي الاعمال التي على الانسان ان يقوم بها حسب
اختياره هو وحسب مثله وغاياته التي آمن بها وهي الاعمال التي يحاسبه الله عليها وهي
الاعمال او الواجبات المنوطة به القيام بها والتي لاتكون للإنسان قناعة ورضى عنها إلا
إذا كانت خالصة لوجه الله ومن أجل نيل رضوانه سبحانه وتعالى ،

القناعه اعظم من المال ، والصحة خير من الثروة
جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له : امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك .. فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون .. سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها .. ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد .. سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه .. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد .. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً .. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة .. ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد .. لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية ( القناعة ).


النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون .. يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء .. من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان ؟


لا سقف للطموحات في هذه الدنيا .. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر .. ونواصل الإرسال بعد الفاصل .. بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط



الطموح مصيدة .. تتصور إنك تصطاده .. فإذا بك أنت الصيد الثمين .. لا تصدق ؟! ..






يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة .. ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل .. تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا .. فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد .. لماذا ؟ .. لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا .. أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية.


وهكذا يعيش الإنسان معركتين .. معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش .. ولا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا.



يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم .. مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه .. وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس .. انتظر الشاب ساعتين حين جاء دوره .. أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .. وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت : امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت.


أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة .. ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله : هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ .. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ .. ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم يرى شيئا .. فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة .. فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر .. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه .. عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران .. شاهد الحديقة والزهور الجميلة .. وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى .. فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ .. نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا


فقال له الحكيم


تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو


أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.


فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء


وقطرتا الزيت هما الستر والصحة .. فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.



يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا




القناعه كنز كنز كنز لايفنى
(((القناعة كنز لايفنى )))
ودي واحترامي / بحر الشوووق

الساحل الشرقي
24-05-11, 04:43 PM
الله يعطيكـ العافيه على هذى الطرح
مبدع ومتميز في مواضيعكـ
لكـ مني خالص الشكر
تقبل مروري وتقديري
دمت في حفظ الرحمن

ابو عامر
25-05-11, 03:22 AM
مًوٍضًٍوٍعًٍ جًِْمًيَل ..
بٌَِآرٌٍكَ آللهٍَ فْيَكَ ..
آفْضًٍتُِِّْ لنْآ مًنْ قٌٍيَضًٍ آبٌَِدًٍآعًٍكَ نْسٌِِّيَجًِْآ مًنْ آلرٌٍقٌٍيَ ..
لكَِ مًنْيَ حٍّبٌَِيَ وٍآحٍّتُِِّْرٌٍآمًيَ وٍتُِِّْقٌٍدًٍيَرٌٍيَ ..
تُِِّْقٌٍبٌَِلِ مًرٌٍوٍرٌٍيَ آلمًتُِِّْوٍآضًٍعًٍ ..

صقر بني منبه
25-05-11, 05:14 PM
الله يعطيك العافيه
لاهنت بيض الله وجهك
تقبل مروري واحترامي

علي النجود
25-05-11, 10:00 PM
جميل جدا
موضوع يستحق المشاهده
تقبل كل احترامي وسمو تقديري

عبدالله التوبي
26-05-11, 12:37 AM
بحوووري
فديتك على الطرح الرائع
كيف الافلاج معك
وودي وتقديري

عبدالله المنبهي
26-05-11, 04:02 AM
الله يعطيك الف عافية
طرح اكثر من رائع ومميز
تقبل تحياتي وتقديري