المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شآب يحب بنت عمرهآ7سنين ..


سرآب
14-10-11, 03:17 AM
شاب في اواخر العشرينات من السعوديه يقول، يقول:
تعودت كل ليله ان امشي قليلا، فأخرج لمده نصف ساعه ثم اعود ..

وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز السابعه من العمر ... كانت تلاحق فرشا
اجتمع حول احدى أنوار الإضاءة المعلقه في سوار احد المنازل...
لفت انتباهي شكلها وملابسها..

فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءً..

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان..
كانت في بداية الأمر لا تلاحظ مروري...
ولكم مع مرور الأيام ..
أصبحت تنظر الي ثم تبتسم ..
في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها..

فقالت :أسماء..
فسألتها أين منزلكم..
وقالت: هذا هو عالمنا

أعيش فيه مع امي واخي خالد..

وسألتها عن أبيها..

فقالت: أبي كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة..
ثم توفي في حادث مروري..
ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد
يخرج راكضا إلى الشارع..
فمضيت في حال سبيلي..
ويوما بعد يوم..

كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث..
سألتها:ماذا تتمنين؟

قالت:كل صباح اخرج إلى نهايه الشارع ..
لإشاهد دخول الطالبات إلى المدرسه..
أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير..
مع باب صغير.. ويرتدون زياٌ موحدا..
ولا أعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور..
أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..

وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم
لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفله الصغيره ..
قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه..
وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب..
كنت كلما مررت في الشارع ..
أحضر لها شيئا معي..
حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

وقالت: لي في أحد المرات ..
بأن خادمه تعمل في أحد البيوت القريبه منهم..
قد علمتها الحياكه والخياطه والتطريز..
وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطه ..
فأحضرت لها ما طلبت..
وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا..
قالت : لي أريد من أن تعلمني كيف أكتب كلمه أحبك..؟
مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..
وبدأت اخط لها على الرمل كلمه أحبك...
على ضوء عمود إنارة في الشارع..

كانت تراقبني وتبتسم..
وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمه أحبك...
حتى أجادت كتابتها بشكل رائع..
وفي ليلة غاب قمرها..

... حضرت إليها...
وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث..

قالت :لي اغمض عينيك..

ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك..
فأغمضت عيني...
وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة..
وتختفي داخل الغرفة الخشبية..
وفي الغد حصل لي ظرف طارئ..

استوجب سفري خارج المدينه لأسبوعين متواصلين..
لم أستطع أن أودعها..

فرحلت وكنت أعلم أنها تنتظرني كل ليلة..

... وعند عودتي...
لم أشتاق لشئ في مدينتي ..
أكثر من شوقي لأسماء..

في تلك اليلة خرجت مسرعا..

وقبل الموعد وصلت المكان..
وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..
كان الشارع هادئا..
أحسست بشيء عريب..
انتظرت كثيرا فلم تحضر..
فعدت أدراجي...
وهكذا لمدة خمسة أيام..
كنت احضر كل ليلة فلا اجدها..

عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها..

فقد تكون مريضة..

استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية..

طرقت الباب على استحياء..
فخرج أخوها خالد..
ثم خرجت أمه من بعده..
وقالت :عندما شاهدتني..

يا إلهي .. لقد حضر..
وقد وصفتك كما انت تماما..

ثم أجهشت في البكاء..

علمت حينها أن شيئا قد حصل..

ولكني لا أعلم ماهو؟!
عندما هدأت الأم
سألتها ماذا حصل؟؟

أجيبيني ارجوك..
قالت:لي لقد ماتت أسماء..

وقبل وفاتها..
قالت لي :سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا..

وعندها سألتها من يكون ..

قالت : أعلم أنه سيأتي.. سيأتي لا محالة ليسأل عندي؟؟
أعطيه هذه القطعه ..
فسألت أمها :ماذا حصل؟؟
فقالت لي: توفيت أسماء..
وفي إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين..
فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة..
فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج ولا أملكه..
فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة..
وكانت حالتها تزداد سوءا..
فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى..
فعدت إلى المنزل..
لكي أضع عليها الكمادات..
ولكنها كانت تحتضر.. بين يدي..
ثم اجهشت في البكاء مرير..
لقد ماتت.. ماتت أسماء..

لا اعلم لماذا خانتني دموعي..
نعم لقد خانتني..
لأني لم أستطع البكاء..
لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها..
لا أعلم كيف اصف شعوري..
لا أستطيع وصفه لا أستطيع..
خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني..
بل أخذت أذرع الشارع..
فجأه تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء..
فتحته .. فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة..
وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك..
وامتزجت بقطرات دم متخثرة..
يا إلهي..
لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة..
وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يدها في آخر لقاء..
كانت أصابعها تعاني من وخز الإبر التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز..
كانت اصدق كلمة حب في حياتي..
لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها..
كانت تلك هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع..
فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى..
فهو كما يحمل ذكريات جميلة..
يحمل ذكرى ألم وحزن..

ابو مهند
14-10-11, 01:09 PM
مااااااااااااااتت أسماء
وكم يموت من اشخاص
ولا يبقى سوى الأسماء
سراااااااااب
استمتعت كثيرً بهذه القصة

ودي وتقديري

الشاهين
14-10-11, 01:28 PM
فاقد الحنان يبحث عنه

وعندما يجده يقدره حق التقدير

قصه رائعه

لك تحياتي
وفالك الطيب

المستشار
15-10-11, 01:35 PM
قصة قصيرة في منتهى الروعه ,,


أشكرك على هذا التميز في الطرح

سيف بني منبه
15-10-11, 02:20 PM
كل الشكر والتقدير
على هذا الطرح الرائع
سلمت يداك

ابو طلااااال
15-10-11, 09:01 PM
سرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآب
الحب لا يعرف سن او زمن معين
واجمل مافيه الذكريات الحلوه والجميلة
كل الشكر لك سرآآآآآآآآآآب على ما خطته انملك
تقبلي مرورررررررررري وودي وتقديري

صقر بني منبه
25-10-11, 09:06 PM
الله يعطيك العافيه
لاهنت بيض الله وجهك
لك مني اجمل تحيه