فايز النجود
23-09-11, 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد..
فإن القلم أمانة يسأل عنها العبد فأنت محاسب بكل كلمة تنطقها أو تكتبها والكتابة أشد أمرا من الكلام لبقاء الكتابة زمنا كبيرا ولو مات صاحبها قال الشاعر:
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه .. وكاتب الخط تحت الأرض مدفون
وقال آخر :
وما من كاتب إلا سيفنى .... ويبقي الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب يمينك غير شيء .... يسرك في القيامة أن تراه
فياترى كيف هذه الأمانة التي نحن نستهين بها قال تعالى :
[إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ] الأحزاب72.
فانظر أخي يا رعاك الله كيف أبت من حملها الجمادات وحملتها أنت !!.
إن الكاتب لا بد له أن يستحظر عظمة الله فلا يكتب ما يخالف أمره أو يقع في ما ينهى عنه .
فالقلم أمانة لأنه أحد اللسانين فمن كتب كأنه نطق (وهو عبارة عن الكتابة وإن كنا في أيامنا نستعمل الكمبيوتر فكله قلم للغاية المطلوبة ألا وهي الكتابة) .
وخاصة ممن ينتسب للدعوة وطلبة العلم فإن الأمانة عليه كبيرة والخطأ منه مشاهد والناظرين إليه ليست نظرتهم له كنظرتهم لغيره.
ولذا قال علي رضي الله عنه :
لا يرجونّ عبد إلّا ربه ، ولا يخافنّ إلّا ذنبه ، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحي إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول : الله أعلم .
وقيل : لا يكون الرجلُ عالما حتى يكون فيه ثلاث : لا يَحقر من دونه في العلم ، ولا يحسد من فوقه ، ولا يأخذ على علمه ثمنا ً .
فالدعاة هم ملح البلد :
يامعشر القراء يا ملح البلد****ما يصلح الملح إذا الملح فسد
فلا تكتب مقالة أو موضوعا فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أهل العلم من السلف أهل الخيرية والفضل.
ولا يظن الشخص أنه وصل منتهاه من العلم فمهما حصل عليه من علم فإنه قليل جدا !! قال تعالى :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
فكيف بنا نحن من هذا الخبر الرباني؟.
ويقال : لا يزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظن أن قد علم فقد جهل .
فيا أخي العزيز ابتعد عن التعالم وعدم العمل بعلمك قال أحد الحكماء:
العلم قائد ، والعمل سائق ، والنَّفس حَرُون ، فإذا كان قائدٌ بلا سائق بَلُدَتْ ، وإذا كان سائقٌ بلا قائد عدلت يمينا وشمالا ، فإذا اجتمعا أنابت طوعا وكرها .
فتحصن بالعلم على فهم السلف وليكن عملك قائدك فلا تعلّم بدون أن تعْمَل فتضِل.
واعلم أخي أنك بعلمك لا يكتب عليك غربة ولا تحس بالوحشة ولا بالدونية وما أحسن قول القائل :
يُعد رفيع القوم من كان عالمــا **** وإن لم يكن في قومه بحسيب
وإن حلّ أرضا عاش فيها بعلمه **** وما عالم في بلدةٍ بغريــــــب
إن المتتبع لكتابات بعضا من الناس يلتمس منها مخالفة الدين صراحة ، وما عليه سلف الأمة ، فاحذر أخي الداعية أن تكون ممن هم أول من تسعر بهم جهنم ففي الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِي بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَة فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِلْقَارِئ : أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُوْلِي - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَهُ كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعَكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ : كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ ، فَيَقُولُ اللهِ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ لَهُ : فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ : أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلتُ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ جَرِيٌء ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكْبَتِي ، فَقَالَ :«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! أُوَلِئكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِم النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فلا تكن أيها الداعية من السبّاقين إلى النار والعياذ بالله .
ولذلك قال سفيان بن عيينة رحمه الله -ونقل أيضاً عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه-: [من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى.
ولا تتعصب أخي لقولك أو لقول أحد إن كان مخالفا للكتاب والسنة فإن الحق أولى بالإتباع وعدم تقليد أهل الزيغ والفساد ممن ابتلي بالتمييع واتباع أهل الكلام أو البحث عن الرخص في زلاّت العلماء أو إحداث قول لم يقل به أحد قبلك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
ولكن كثير من الناس قد صار منتسبا إلى بعض طوائف المتكلمين متوهما أنهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم فلو أتي بكل آية ما تبعها حتى يؤتى بشىء من كلامهم ثم هم مع هذا مخالفون لأسلافهم غير متبعين لهم قال ومن كان لا يقبل الحق إلا من طائفة معينة ولا يتبع ما جاءه من الحق ففيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما رواءه وهو الحق مصدقا لما معهم . البقرة 91 قال الله لهم : قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين . البقرة 91 بما أنزل عليكم فكذلك حال من يتعصب لطائفة بلا برهان من الله انتهى.
ولابد من تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم فيك أخي المسلم والداعية حيث قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.
فكن أخي في الله متبعا لا مبتدعا ، داعيا للخير لا داعيا للشر، باحثا عن الحق لا باحثا عن هوى نفسك ، متحريا رضا الله سبحانه وتعالى لا رضا الناس .
واحذر من التصدر قبل التحصيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوكم / فايز النجود
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد..
فإن القلم أمانة يسأل عنها العبد فأنت محاسب بكل كلمة تنطقها أو تكتبها والكتابة أشد أمرا من الكلام لبقاء الكتابة زمنا كبيرا ولو مات صاحبها قال الشاعر:
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه .. وكاتب الخط تحت الأرض مدفون
وقال آخر :
وما من كاتب إلا سيفنى .... ويبقي الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب يمينك غير شيء .... يسرك في القيامة أن تراه
فياترى كيف هذه الأمانة التي نحن نستهين بها قال تعالى :
[إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ] الأحزاب72.
فانظر أخي يا رعاك الله كيف أبت من حملها الجمادات وحملتها أنت !!.
إن الكاتب لا بد له أن يستحظر عظمة الله فلا يكتب ما يخالف أمره أو يقع في ما ينهى عنه .
فالقلم أمانة لأنه أحد اللسانين فمن كتب كأنه نطق (وهو عبارة عن الكتابة وإن كنا في أيامنا نستعمل الكمبيوتر فكله قلم للغاية المطلوبة ألا وهي الكتابة) .
وخاصة ممن ينتسب للدعوة وطلبة العلم فإن الأمانة عليه كبيرة والخطأ منه مشاهد والناظرين إليه ليست نظرتهم له كنظرتهم لغيره.
ولذا قال علي رضي الله عنه :
لا يرجونّ عبد إلّا ربه ، ولا يخافنّ إلّا ذنبه ، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحي إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول : الله أعلم .
وقيل : لا يكون الرجلُ عالما حتى يكون فيه ثلاث : لا يَحقر من دونه في العلم ، ولا يحسد من فوقه ، ولا يأخذ على علمه ثمنا ً .
فالدعاة هم ملح البلد :
يامعشر القراء يا ملح البلد****ما يصلح الملح إذا الملح فسد
فلا تكتب مقالة أو موضوعا فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أهل العلم من السلف أهل الخيرية والفضل.
ولا يظن الشخص أنه وصل منتهاه من العلم فمهما حصل عليه من علم فإنه قليل جدا !! قال تعالى :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
فكيف بنا نحن من هذا الخبر الرباني؟.
ويقال : لا يزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظن أن قد علم فقد جهل .
فيا أخي العزيز ابتعد عن التعالم وعدم العمل بعلمك قال أحد الحكماء:
العلم قائد ، والعمل سائق ، والنَّفس حَرُون ، فإذا كان قائدٌ بلا سائق بَلُدَتْ ، وإذا كان سائقٌ بلا قائد عدلت يمينا وشمالا ، فإذا اجتمعا أنابت طوعا وكرها .
فتحصن بالعلم على فهم السلف وليكن عملك قائدك فلا تعلّم بدون أن تعْمَل فتضِل.
واعلم أخي أنك بعلمك لا يكتب عليك غربة ولا تحس بالوحشة ولا بالدونية وما أحسن قول القائل :
يُعد رفيع القوم من كان عالمــا **** وإن لم يكن في قومه بحسيب
وإن حلّ أرضا عاش فيها بعلمه **** وما عالم في بلدةٍ بغريــــــب
إن المتتبع لكتابات بعضا من الناس يلتمس منها مخالفة الدين صراحة ، وما عليه سلف الأمة ، فاحذر أخي الداعية أن تكون ممن هم أول من تسعر بهم جهنم ففي الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِي بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَة فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِلْقَارِئ : أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُوْلِي - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَهُ كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعَكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ : كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ ، فَيَقُولُ اللهِ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ لَهُ : فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ : أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلتُ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ جَرِيٌء ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكْبَتِي ، فَقَالَ :«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! أُوَلِئكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِم النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فلا تكن أيها الداعية من السبّاقين إلى النار والعياذ بالله .
ولذلك قال سفيان بن عيينة رحمه الله -ونقل أيضاً عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه-: [من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى.
ولا تتعصب أخي لقولك أو لقول أحد إن كان مخالفا للكتاب والسنة فإن الحق أولى بالإتباع وعدم تقليد أهل الزيغ والفساد ممن ابتلي بالتمييع واتباع أهل الكلام أو البحث عن الرخص في زلاّت العلماء أو إحداث قول لم يقل به أحد قبلك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
ولكن كثير من الناس قد صار منتسبا إلى بعض طوائف المتكلمين متوهما أنهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم فلو أتي بكل آية ما تبعها حتى يؤتى بشىء من كلامهم ثم هم مع هذا مخالفون لأسلافهم غير متبعين لهم قال ومن كان لا يقبل الحق إلا من طائفة معينة ولا يتبع ما جاءه من الحق ففيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما رواءه وهو الحق مصدقا لما معهم . البقرة 91 قال الله لهم : قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين . البقرة 91 بما أنزل عليكم فكذلك حال من يتعصب لطائفة بلا برهان من الله انتهى.
ولابد من تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم فيك أخي المسلم والداعية حيث قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.
فكن أخي في الله متبعا لا مبتدعا ، داعيا للخير لا داعيا للشر، باحثا عن الحق لا باحثا عن هوى نفسك ، متحريا رضا الله سبحانه وتعالى لا رضا الناس .
واحذر من التصدر قبل التحصيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوكم / فايز النجود