سيف بني منبه
24-04-11, 07:19 PM
قراءة في كتاب الشخصية الناجحة
للمؤلف : يوسف ميخاتئيل أسعد
بدأ المؤلف بمقدمته الرائعة والتي هي حقيقة تدل على أن كتابه لم يكن خلاصة لكتب أخرى أو اقتباس من كتاب أو أخر، بل هي خلاصة لما استفاد في حياته من قراءته وتجاربه في هذه الحياة الشاقة، والكتاب من ثلاثمائة صفحة، وخسمة عشر فصلاً لخمس وسبعين موضوعاً، تهتم بزرع الثقة بالنفس، وتطوير الشخصية الإنسانية.
ولا شك ان في الكتاب فوائد جمة، في السلوكيات الشخصية، وبكن بشرط القراءة المتأنية والاستيعاب الصحيح لما هو موضح ، لذلك ساقف في قراءتي على بعض الجوانب التي اعجبتني لكي لا أخل في مضمون الكتاب، ولا اضيع جهد الكاتب فحسبي أن أقرأه من زاويتي التي تعجبني، وأترك البقية للقراء يقرأون ما يشاءون.
بدأ الكاتب بموضوع مهم للغاية وهو الثقة بالنفس، وأثرها على سلوك الأفراد، وهذا أمر في غاية الأهمية، حيث يدلل المؤلف على أن الناس من حولك يحكمون عليك في ضوء سلوكك. إنهم يعاملونك بعد أن يترجموا حركاتك ونظرات عي*** وطريقة كل***. فكل ما يصدر عنك إما أن يكون لصالحك أو ضدك، وتقدير الناس لك هو تقدير لمدى ثقتك في نفسك. فأصدقاؤك يقولون عنك انك واثق من نفسك، أو لا. فإذا كان صوتك مرتعشا غير ثابت النبرات، فأنت غير واثق في نفسك، ولذلك اخترع علماء النفس جهازا يقيس حركات الحنجرة وذبذبات الأحبال الصوتية في أثناء الكلام. واستفاذ علم النفس الجنائي من هذا الجهاز لمعرفة الحالة النفسية للمتهم. فان ما اضطربت الحنجرة أثناء التحقيق، وزادت سرعة ذبذبة الأحبال الصوتية، فان هذا يشير إلى فقدان ثقة المتهم في نفسه، وبالتالي يوجه اليه الاتهام.
ويضيف الكاتب حول الموضوع نفسه ويسهب في علم النفس حيث لم يكتف علماء النفس بدراسة الذبذبات الصوتية لمعرفة ثقة الشخص في نفسه، بل تناولوا الحركات التي يأتيها الشخص. فحركات اليدين ،وتقلص عضلات الوجه، ومدى اتساع حدقتي العينين، وطريقة وقوف الشخص او جلوسه، ووسائل تعامل المرء مع غيره تشير جميعا إلى مدى الثقة في النفس .
واستدل ببعض شواهد حول ضعف ثقة الفرد في نفسه ومن ذلك على سبيل المثال، قرع المنضدة أثناء التحدث، أو حديث المرء عن شجاعات معينة عملها في تاريخه، لإثبات شجاعته وهذا لا يتأتى من حقيقة الشجاع لأنه لا داعي لإبراز تلك الشجاعة او المغامرات التي قام بها حسب رأي المؤلف.
بل الإنسان السوي هو الذي يفكر باعتدال حول مستقبله، أكثر مما مضى في حياته،ويخطط لمستقبله.والواثق في نفسه لا يهدد ولا يتوعد. إنك تجده حانيا على الضعفاء، وفرحا بنجاح الناجحين. ذلك أنه واثق من استقرار تقدمه برغم تقدم ونجاح الآخرين. ولكن فاقد الثقة في نفسه يحس بأن نجاح الآخرين يهزمه في معركة الحياة، وأن الناجحين سوف يتركونه وحيدا ومهزوما خلفهم. فهو يتقهقر وهم يتقدمون، وهو يفشل وهم ينجحون..
ويضيف "
والواقع أن الثقة بالنفس لا تأتي للمرء إلا بمواصلة النمو وبذل الجهد والمثابرة. فكلما استمرت شخصيتك في النمو، وكلما اجتهدت في حياتك، زادت بالتالي ثقتك في نفسك، والمقصود بنمو شخصيتك: القدرة على التعامل مع البيئة من حولك بحيث يتسنى لك التسلح بخبرات جديدة، وبحيث تستطيع أن تستعين بخبراتك في معالجة المشكلات التي تصادفك في الحياة. فنمو الشخصية لا يتم من فراغ، بل هو يتصل " بهنا والآن" فالحكم على نمو شخصيتك لا يكون بمقاييس إطلاقية، بل يتم بمقاييس نسبية. فنحن نقول إن الطفل الذي يستطيع أن يتعلم الحبو على الأرض يكون قد أحرز نموا يسمح له بالقيام بالعمليات العضلية التي يحتاج إليها في الحبو على الأرض.
ثم يضيف " ولا شك أن ثقتك بنفسك تعتمد على نجاحك في أداء عملك. فالنجار الذي يبدي مهارة في التعامل مع الخشب، بحيث يصنع الأثاث بنجاح، إنما يستشعر ثقة كبيرة بنفسه خلافا للنجار الفاشل في عمله. وقس على هذا جميع الناس في شتى مرافق الحياة المتباينة..
أما الذين لا يثقون كثيراً بأنفسهم فهم مصابون بالتذبذب الإرادي، فإنهم ما يكادون يبدأون في عمل ما حتى ينصرفوا عنه، إنهم لا يكملون أي عمل. فالواحد من هذه الفئة يسأم بسرعة ويتبرم بما في يده من أعمال. إنك تجد المتذبذب يتحمس جدا لأحد الأعمال ويسارع بالبدء فيه. ولكنه ما يكاد يبدأ في ذلك العمل حتى يزهد فيه ويتركه إلى غير رجعة لكي يبدأ في عمل آخر.
انتهت قرأتي لهذا الكتاب وأتمنى الاستفادة منه للجميع وإلى اللقاء في قراءة جديدة.
للمؤلف : يوسف ميخاتئيل أسعد
بدأ المؤلف بمقدمته الرائعة والتي هي حقيقة تدل على أن كتابه لم يكن خلاصة لكتب أخرى أو اقتباس من كتاب أو أخر، بل هي خلاصة لما استفاد في حياته من قراءته وتجاربه في هذه الحياة الشاقة، والكتاب من ثلاثمائة صفحة، وخسمة عشر فصلاً لخمس وسبعين موضوعاً، تهتم بزرع الثقة بالنفس، وتطوير الشخصية الإنسانية.
ولا شك ان في الكتاب فوائد جمة، في السلوكيات الشخصية، وبكن بشرط القراءة المتأنية والاستيعاب الصحيح لما هو موضح ، لذلك ساقف في قراءتي على بعض الجوانب التي اعجبتني لكي لا أخل في مضمون الكتاب، ولا اضيع جهد الكاتب فحسبي أن أقرأه من زاويتي التي تعجبني، وأترك البقية للقراء يقرأون ما يشاءون.
بدأ الكاتب بموضوع مهم للغاية وهو الثقة بالنفس، وأثرها على سلوك الأفراد، وهذا أمر في غاية الأهمية، حيث يدلل المؤلف على أن الناس من حولك يحكمون عليك في ضوء سلوكك. إنهم يعاملونك بعد أن يترجموا حركاتك ونظرات عي*** وطريقة كل***. فكل ما يصدر عنك إما أن يكون لصالحك أو ضدك، وتقدير الناس لك هو تقدير لمدى ثقتك في نفسك. فأصدقاؤك يقولون عنك انك واثق من نفسك، أو لا. فإذا كان صوتك مرتعشا غير ثابت النبرات، فأنت غير واثق في نفسك، ولذلك اخترع علماء النفس جهازا يقيس حركات الحنجرة وذبذبات الأحبال الصوتية في أثناء الكلام. واستفاذ علم النفس الجنائي من هذا الجهاز لمعرفة الحالة النفسية للمتهم. فان ما اضطربت الحنجرة أثناء التحقيق، وزادت سرعة ذبذبة الأحبال الصوتية، فان هذا يشير إلى فقدان ثقة المتهم في نفسه، وبالتالي يوجه اليه الاتهام.
ويضيف الكاتب حول الموضوع نفسه ويسهب في علم النفس حيث لم يكتف علماء النفس بدراسة الذبذبات الصوتية لمعرفة ثقة الشخص في نفسه، بل تناولوا الحركات التي يأتيها الشخص. فحركات اليدين ،وتقلص عضلات الوجه، ومدى اتساع حدقتي العينين، وطريقة وقوف الشخص او جلوسه، ووسائل تعامل المرء مع غيره تشير جميعا إلى مدى الثقة في النفس .
واستدل ببعض شواهد حول ضعف ثقة الفرد في نفسه ومن ذلك على سبيل المثال، قرع المنضدة أثناء التحدث، أو حديث المرء عن شجاعات معينة عملها في تاريخه، لإثبات شجاعته وهذا لا يتأتى من حقيقة الشجاع لأنه لا داعي لإبراز تلك الشجاعة او المغامرات التي قام بها حسب رأي المؤلف.
بل الإنسان السوي هو الذي يفكر باعتدال حول مستقبله، أكثر مما مضى في حياته،ويخطط لمستقبله.والواثق في نفسه لا يهدد ولا يتوعد. إنك تجده حانيا على الضعفاء، وفرحا بنجاح الناجحين. ذلك أنه واثق من استقرار تقدمه برغم تقدم ونجاح الآخرين. ولكن فاقد الثقة في نفسه يحس بأن نجاح الآخرين يهزمه في معركة الحياة، وأن الناجحين سوف يتركونه وحيدا ومهزوما خلفهم. فهو يتقهقر وهم يتقدمون، وهو يفشل وهم ينجحون..
ويضيف "
والواقع أن الثقة بالنفس لا تأتي للمرء إلا بمواصلة النمو وبذل الجهد والمثابرة. فكلما استمرت شخصيتك في النمو، وكلما اجتهدت في حياتك، زادت بالتالي ثقتك في نفسك، والمقصود بنمو شخصيتك: القدرة على التعامل مع البيئة من حولك بحيث يتسنى لك التسلح بخبرات جديدة، وبحيث تستطيع أن تستعين بخبراتك في معالجة المشكلات التي تصادفك في الحياة. فنمو الشخصية لا يتم من فراغ، بل هو يتصل " بهنا والآن" فالحكم على نمو شخصيتك لا يكون بمقاييس إطلاقية، بل يتم بمقاييس نسبية. فنحن نقول إن الطفل الذي يستطيع أن يتعلم الحبو على الأرض يكون قد أحرز نموا يسمح له بالقيام بالعمليات العضلية التي يحتاج إليها في الحبو على الأرض.
ثم يضيف " ولا شك أن ثقتك بنفسك تعتمد على نجاحك في أداء عملك. فالنجار الذي يبدي مهارة في التعامل مع الخشب، بحيث يصنع الأثاث بنجاح، إنما يستشعر ثقة كبيرة بنفسه خلافا للنجار الفاشل في عمله. وقس على هذا جميع الناس في شتى مرافق الحياة المتباينة..
أما الذين لا يثقون كثيراً بأنفسهم فهم مصابون بالتذبذب الإرادي، فإنهم ما يكادون يبدأون في عمل ما حتى ينصرفوا عنه، إنهم لا يكملون أي عمل. فالواحد من هذه الفئة يسأم بسرعة ويتبرم بما في يده من أعمال. إنك تجد المتذبذب يتحمس جدا لأحد الأعمال ويسارع بالبدء فيه. ولكنه ما يكاد يبدأ في ذلك العمل حتى يزهد فيه ويتركه إلى غير رجعة لكي يبدأ في عمل آخر.
انتهت قرأتي لهذا الكتاب وأتمنى الاستفادة منه للجميع وإلى اللقاء في قراءة جديدة.